ال
شهد القرن الحالي تسارعا وتقدما في التعلم الالكتروني مما دفع مؤسسات التعليم إلى أن تحاول الاستفادة من هذا التعلم الالكتروني، ولكن من الصعب على هذه المؤسسات التعليمية أن تعتمد اعتماد كلي على التعلم عن طريق الانترنت والتخلي عن التعلم التقليدي، فقامت بدمج التعلم التقليدي الذي يتطلب وجود الطالب مع المعلم وجها لوجه والتعلم الالكتروني في العملية التعليمية وهذا ما يلقب بالتعلم المدمج (Napier, Dekhane, & Smith, 2011).
فيشر( Erdem & Kibar 2014) إلى أن التعلم المدمج أو المختلط هو التعلم الذي يجمع بين التدريس الصفي وجها لوجه والخبرات عن طريق الانترنت ويمتد التعلم خلف جدران الفصول الدراسية، وفي تعريف آخر للتعلم المدمج هو التعلم الذي يستخدم أكثر من إستراتيجية وطريقة و أسلوب في نقل المحتوى التعليمي (Erdem & Kibar 2014) . وذكر (& Horn, 2012 Staker) عدة نماذج للتعلم المدمج تكون هذه النماذج بمثابة خيارات للمؤسسات التعليمية أو الأفراد ليختار كل منهما الأنسب له، النموذج الأول هو نموذج التناوب وهو أكثر النماذج شيوعا وتطورا، يعتمد على توزيع التعلم على محطات أو مراحل ينتقل بينها الطالب ليطور معرفته ومهاراته حول موضوع الدرس، و تفرعت منه أربع نماذج أخرى هي : 1) نموذج التناوب على المحطات ويسمى أيضا بتدوير الغرفة الصفية أي أن الطالب ينتقل بين محطات التعلم التي يضعها المعلم مسبقا للمادة، ويجب أن تكون واحدة من هذه المحطات تقدم التعلم عن طريق الانترنت بينما المحطات الأخرى تشمل مجموعة التعلم التعاوني والتعلم الذاتي وغيرها، 2) التناوب الفردي ضمن هذا النموذج ينتقل الطالب بين محطات التعلم بشكل منفرد وليس بالضرورة ضمن مجموعات، فالطالب ينتقل بين هذه المحطات حسب ما يناسبه، 3) التناوب على المختبرات وفي هذا النموذج يتنقل الطلبة بين مواقع مختلفة ضمن المبنى المدرسي حسب إرشادات المعلم ( كالمختبرات)، 4) الصفوف المعكوسة ما يميز هذا النموذج أن الوسيلة الرئيسية لتوصيل المحتوى للطلبة يكون عن طريق الانترنت، وفي الأغلب عن طريق فيديوهات تعليمية يقوم المعلم بإعدادها ويشرح فيها المواضيع الدراسية، يشاهد الطلبة هذه الفيديوهات في المنزل وفي الحصة يقوم بمناقشة المعلم عما شاهده والمعلم يجاوب على استفسارات الطلبة وملاحظاتهم التي قاموا بتدوينها. ثانيا النموذج الانتقائي يعطي الطالب الحرية في تسجيل مادة أو أكثر من المواد المطلوبة عليه ، ليدرسها عن طريق الانترنت ، أما باقي المواد فيدرسها بالطريقة التقليدية. ثالثا النموذج المرن يكون التعلم في النموذج المرن عن طريق الانترنت، يعمل الطلبة على الحاسوب بشكل منفرد أو بشكل مجموعات والمعلم يقوم بمتابعة تعلم الطلبة ويتدخل عندما يرى حاجة لذلك. رابعا النموذج الافتراضي المحسن هذا النموذج جاء لتحسين التعلم الالكتروني الافتراضي فمن خلاله يتم ربط التعلم الالكتروني بخبرات واقعية يكتسبها الطالب من خلال حضوره للمؤسسات التعليمية، فهو يقوم بإعطاء الطلبة فرصة للقاءات التقليدية التي يفتقر إليها التعلم الالكتروني عن بعد.
أما بالنسبة لأهمية التعلم المدمج في التعليم فهو يسمح بزيادة أعداد الطلبة المقيدين وتخفيف الضغط على المعلم، و يوفر وسيلة فعالة للتواصل مع الطلبة، والخروج عن النمط المعتاد والملل في التدريس، و تيسير الوصول للمواد المستخدمة والتي قد لا تكون متاحة في التعليم التقليدي، وأخيرا أثبتت بعض الدراسات أن التعلم المدمج ممكن أن يساهم في تحسين نتائج الطلاب (Cheung & Hew, 2001 ) .
المراجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق