نحن نعيش اليوم بعالم من الرقمية والوسائط المتعددة والانترنت، فيجب على المسؤولين في التربية مواكبة هذه التطورات وإعداد الطلبة إعدادا جيدا يماشي هذه التطورات التكنولوجية حتى يكونوا مؤلفين ومشاركين بشكل فعال في هذا العالم ( Chandler et al, 2010 ).
ولتطبيق التعلم الالكتروني بالمدارس نحتاج إلى ما يسمى بالمناهج الرقمية، وما هي المناهج الرقمية؟ يشير (Choppin et al,2014) إلى أن المنهج الرقمي هي عملية رقمنة المنهج بكامل عناصره ومحتوياته، ويعتمد المنهج على الانترنت وعلى استخدام الوسائط المتعددة فيتضمن الرسومات عالية الوضوح ومقاطع الفيديو و الرسوم المتحركة و المحاكاة والدروس التفاعلية و المختبرات الافتراضية ، ويتم من خلاله تقييم الطلبة الكترونيا أيضا.
و يؤكد لنا (Abbey,2009) انه من خلال الرقمية نستطيع خلق منهج مثري للتعلم يكون المتعلمين قادرين خلاله على التفكير النقدي وحل المشكلات والابتكار و المرونة والتواصل والتعاون من خلال اتصال متزامن مع مجتمعهم والعالم الأوسع.
ونظرا لأهمية المنهج الرقمي والفائدة العائدة منه نجد أن الدول المتقدمة تسعى لتطبيقه في مدارسها، فنجد هذا المنهج موجوا على نحو متزايد في الفصول الدراسية في الولايات المتحدة الأمريكية كما أن هناك زيادة في معدل اعتماد الكتب المدرسية الرقمية أيضا، أما بالنسبة إلى كوريا الجنوبية فقد اعتبرت أن عام 2015 موعدا نهائيا لتطبيق المنهج الرقمي و استخدام الكتب المدرسية الرقمية في جميع مدارسها، وما هذه إلى أمثلة معدودة تبين أهمية المنهج الرقمي وفعاليته في العملية التعليمية. (Choppin et al,2014)
ولخص (Choppin et al,2014) خصائص المنهج الرقمي في النقاط التالية: 1) استخدام الوسائط المتعددة من أهم خصائص المنهج الرقمي بعكس المنهج التقليدي الذي يعتمد على الكتاب والمعلم بشكل كبير ؛ 2) المنهج الرقمي يتيح من زيادة التفاعل بين المتعلم والمنهج بعكس المنهج التقليدي الذي يتسم بالجمود نوعا ما؛ 3) المنهج الرقمي يزيد من الاتصالات بين الطلبة ويزيد من التعلم التعاوني بشكل أكبر من المنهج التقليدي؛ 4) التقييم والإبلاغ عن تقدم الطلبة بشكل مستمر بالمنهج الرقمي ومن خلاله يتم أيضا الإبلاغ عن النتائج بشكل أسرع من المنهج التقليدي؛ 5) المنهج الرقمي يوفر عددا من الفوائد الاقتصادية فيمكن من خلاله أن ينقح المنهج بشكل أسرع من الطباعة في المنهج التقليدي وبالتالي تسلم المواد المعدلة بسرعة اكبر وبتكلفة اقل مقارنة بالمنهج التقليدي.
إذا الرقمية تتسم بالمرونة فمن خلالها نستطيع تصميم مناهج تتناسب مع جميع فئات المتعلمين العمرية وتتناسب مع احتياجاتهم المختلفة وهذا ما أثبتته بعض الدراسات فقد أظهرت دراسة (Sterns,2005) انه بمساعدة الرقمية تم تطوير مناهج كبار السن حيث صممت مناهج خصيصا لتلبية احتياجاتهم و أثبتت هذه المناهج الرقمية نجاحها في تحسين مهارات كبار السن ، وأخيرا يجب أن نعرف كيف نستغل هذه الرقمية الاستغلال الصحيح حتى تعود بالفائدة المرجوة منها.
المراجع:
Abbey, E. (2009, October). The digital curriculum. In ITEC Conference, Coralville, USA.
Chandler, P., O'Brien, A., & Unsworth, L. (2010). Towards a 3D digital multimodal curriculum for the upper primary school. Australian Educational Computing, 25(1), 34.
Choppin, J., Carsons, C., Bory, Z., Cerosaletti, C., & Gillis, R. (2014). A Typology for Analyzing Digital Curricula in Mathematics Education. International Journal of Education in Mathematics, Science and Technology, 2(1).
Sterns, A. A. (2005). Curriculum design and program to train older adults to use personal digital assistants. The Gerontologist, 45(6), 828-834.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق